اود ان اطرح هنا سؤال دائما يتبادر الى ماهو نسبة التغيير الذي يمكن ان تحدثه الجماعه عن الفرد في المجتمع؟ هل من المعقول ان يفوق تأثير الفرد اكثر عن المجموعه؟ لاكتشاف هذا الامر علينا اولا النظر الى البيئه في قرارات المجموعه عادتا ماتأتي بعد تشاور واتخاذ رأي الاغلبيه والبقيه عليهم ان ينحازو الى رأي الاغلبيه حيث لاوجود للرأي المخالف واذا انفرد شخص ما عن المجموعه فأنهم لايعيرونه ادنى انتباه او ربما سفهوه وحقروه لرأيه الشاذ عنهم فلذلك في كثير من الاحيان يتحفظ الفرد المنخرط في مجموعه ان يحتفظ برأيه لنفسه خوفا من مواجهة ردود افعال المحيط وهذه بلا شك تتطلب شجاعه بحد ذاتها لابداء مخالف لهؤلاء الكم الغفير ناهيك عن الدفاع الذي يجب عليك ان تأخذه وتبرر لموقفك المخالف والمكافح من يستطيع ان يحتفظ برأيه في النهايه ...
عندما يكون الشخص بمجموعه ينسى مواقفه وتطغى عليه روح المجموعه ويذوب معهم ويكون خطاب القوه هو الطاغي عليهم حيث لا مكان للخطاب العقلاني كما يقول غوستاف لوبون مؤلف كتاب سيكولوجية الجماهير ان من الاخطاء الكبيره التي يفعلها السياسيون هو محاولة اقناع الجماهير عبر الوسائل العقلانيه الجماهير لاتقتنع الا بالصور او الشعارات الحماسيه التي تثير لديها العاطفه ويسهل ترديدها على الناس وعبر الاوامر المباشره حيث الجماهير تميل الى طاعة الرئيس او الحاكم اكثر من اعتمادهم على انفسهم
وهنا نرجع الى ان اتخاذ قرار داخل مجموعه أنه بالغ الصعوبه وهنا اود ان اذكر تجربه قام بها العالم النفسي سولمون آش ::"
اتى بمجموعة اشخاص متطوعين ووضع امامهم سبوره وسألهم عندها ماذا ترون فأجابو جميعا اجابه خاطئه المتفق عليها مسبقا حتى اتى عند اخر شخص وسأله نفس السؤال فتحرج الشخص وشعر بضغط عليه عندها انحاز الى رأيهم وعند انتهاء التجربه سألوه لماذا اخبرهم بالجواب الخاطئ مع انه كان متأكد بعكس النتيجه؟ فأجاب شعرت بخجل ان اقول عكس ماتبنوه من رأي !!
وهذا يعني ان اذا كان من الصعب على المنخرط في مجموعه ان يدلي برأي مخالف فما بالك بقرار يتخذه ويصرح به فكيف يواجه كل هؤلاء الناس من حوله ومجتمعه
ومن هنا ارجع الى السؤال هل من المعقول ان يفوق تأثير الفرد عن الجماعه...؟