منتديات ستار إبداع - Star Ibda3
ساعة ولادة جديدة . (مسرحية) 1711_m11
منتديات ستار إبداع - Star Ibda3
ساعة ولادة جديدة . (مسرحية) 1711_m11
الرئيسيةالبوابةخدماتناإتصل بنا


 

 ساعة ولادة جديدة . (مسرحية)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عمر عدوي1994
عضو نشيط
عمر عدوي1994


الموقع : http://realmadrid.123.st/

ساعة ولادة جديدة . (مسرحية) Empty
مُساهمةموضوع: ساعة ولادة جديدة . (مسرحية)   ساعة ولادة جديدة . (مسرحية) Emptyالأحد يونيو 26, 2016 1:47 pm

ساعة ولادة جديدة ..
( 1 )

هدوء يخيم على المكان ، والأضواء الحمراء تتضاءل تدريجياً ، ويبدو شخص في الوسط كأنه ظل .
ـ أين كأسي ، أوه .. لا أرى شيئاً .. أين كأسي ؟
بحركات مضطربة يبحث في المدى عن كأسه فيجده ، يرفعه إلى فمه محدقاً فيه .
ـ ها أنت ذا يا حبيبي ( يبتسم ) ، كلهم خونة يهجرونك في اشد لحظات حاجتك إليهم .. أما أنت .. أنت الوحيد الوفي هنا .. فكلما داهمتني الصعاب والتعاسة فأنت تحررني .. تنتشلني من النار إلى النعيم ..
يشرب .
ـ أين الغواني .. أين ذهبن ؟ هلا يزدن إلى متعتي متعة ( يصيح ) .
فلا احد يجيبه .. إلا صوتاً من المجهول يناديه ..
ـ أيها الثمل الضائع .. أيها الغارق في أوحال الشهوات .. أيها الساقط في المستنقع المنتن .. هلا استيقظت ؟
ـ أوه ( يقولها منزعجاً ) أنت ثانية .. يا من تكدر دائماً صفوي وتزعج جلساتي وتجذبني إلى الجحيم .
ـ أبداً .. فاني أريد لك الخلاص ..
ـ أنت .. أنت تريد لي الخلاص ( يقولها مستغرباً ) أنت تخاف من نفسك فكيف تنقذني .. أسألك بما تؤمن به أتستطيع أن تنظر في وجه امرأة .. أنت تخاف من نفسك .. أنت عديم الثقة ..
ـ تخاطبني ؟
ـ أخاطبك ..
ـ أية ثقة هذه التي تتحدث عنها وأي خوف ؟ من الذي يثق بنفسه ومن لا يثق .. ؟
ـ أنت دائماً تحاول تصغيري .. لكني لن أجيبك .. ولكن اذهب وسلهن ..
ـ الثقة .. وأية ثقة هذه ، أهي الثقة التي تجعلك تفر من واقعك ، تفر من المواجهة ، تفر من نفسك ، تفر إلى كأسك الذي يسلبك إرادتك وعقلك ، فتغدو في عالم الوجود صفراً أو أدنى من الصفر ، وتنفتح لك قيعان الجحيم فتسقط إلى اللاقرار .. فأية ثقة هذه ؟
ـ آه .. لماذا هذه الأضواء الحمراء تختفي ؟ إنها تأخذ روحي معها .. أنها تسرق ألواني الجميلة ..
ـ أنت لا ألوان لك .. انك لوحة سوداء اختفت منها معالمها .. لوحة لا تفاصيل لها ..
ويبدأ الصوت بالتلاشي وهو يردد : انك لوحة سوداء لا تفاصيل لها ..
****************************


( 2 )

ضوء يميل إلى الخفوت تدريجياً محاولاً رسم غروب الشمس ، فينسحب الضوء من المكان ويخيم الظلام في الأرجاء ..
ـ انه الليل ثانية ..
يخفض رأسه ثم يرفعه تدريجياً ..
ـ كلما انتظرتك يا ليل بفارغ خفت منك .. فلا ادري كيف اجمع بين النقيضين ..
ـ يا من تستطيع أن ينقذني من حيرتي وتناقضاتي .. هلا أنقذتني ( يصيح فيعلو الصوت المكان ) .
ثم يسكت هنيهة ، ليعم الصمت ..
إضاءة تسلط إليه ، فيبدو شبحاً محطماً جالساً على الأرض ..
ـ يا ليل كم اشتاق إليك ، اطوي ساعات النهار لأجلك ، لأنك وحدك الذي تفهمني ، وحدك الذي تحتويني ، في ظلامك فقط أجد رغبتي وإرادتي .. لكن ( يقولها مستدركاً ) ما أن ترمي بعباءتك السوداء في الآفاق وعلى الوجود .. أخافك .. أخشاك .. ربما لأنك تذكرني بنهايتي .. تذكرني بالفناء الذي يأكل في جسدي .. وأنا لم اقض من حياتي ما أريده بعد .. فكم كأساً سيبقى دون أن اشربه عندما تهاجمني يا فناء .. وكم .. وكم ؟
ـ يا ليل ( يقولها بصوت منكسر ضعيف وكأنه يتوسل إليه ) لماذا ترعبني ؟ لماذا تعذبني ؟ لطالما أحببتك .. فهل هذا جزائي منك ؟ أتوسل إليك لا تأخذني لأني لم انتهي بعد .. لدي الكثير لأقوم به ..
يخفض رأسه باكياً لثوان ، ليعود الصمت سيداً للمكان ..
ـ إن العشاق يتبادلون هيامهم ، ويفرغون حبهم تحت سمائك المتلألأة بالنجوم الجميلة .. أما نجومك فإنها تتحول إلى نار حارقة تحطم أجزائي .. فلا تعذبني ..
ـ اللعنة ( يقولها وهو يضرب الكأس على الأرض بعصبية ) اللعنة .. لماذا لا أستطيع تجاوزك إلا بكأس أو غانية .. لماذا ؟
يعود إلى هدوئه ..
ـ إنني احبك ، فهلا أحببتني ؟ لماذا تعطي كل الناس وتمنعني ؟ ألانك تحبني أنت أيضاً ؟ ولكن أيعذب الحبيب الحبيب ؟
وفي حركات مضطربة وقلقة وسريعة يستدير يمنة ويسرة وكأنه يبحث عن شيء ..
ـ أخشى أن يأتيني ذلك الصوت ثانية .. فلأخفض صوتي قبل أن يسمعني .. انه يريد أن يشمت بي دائماً .. يريد أن يراني ضعيفاً قلقاً حتى يؤكد لي صحة أقواله .. ولكن لا وألف لا لن اضعف أبداً ولن أريه ضعفي أبداً ..
يعود إلى هدوئه وقلقه ..
ـ لكني أخشى انك أنت الصوت يا ليل .. أنت الصوت .. فلا ادري ..
****************************
( 3 )

الضوء يزداد سطوعاً ، يجلس وسط الغرفة ، التعب والإرهاق باديان عليه ، ربما لأنه لم ينم ليلته الفائتة ، صمت عميق يطبق على الأجواء ، والضوء لا يزال يشتدّ حتى يحتضن الغرفة كلها ، فلا يبدو فيها غير النور ، يتوسطه كتلة بشرية خامدة ..
يرفع رأسه .. يتأمل المكان .. ويحاور صمته ..
ـ يا الهي .. انه الفجر .. ما أبهى هذا النور الذي يشع في المكان ..
ينهض من مكانه ، وكأن روحاً جديدة تدفقت في عروقه ، يقطع الغرفة متأملاً ذهاياً وإياباً ..
ـ هل أعيش حلماً جميلاً ؟
يفرك عينيه لعله يستيقظ من هذا الحلم إلى واقعه ..
ـ انه الواقع ما أشاهده هنا .. الواقع ..
يرتسم على وجهه علامات الاستغراب والتعجب .
ـ أهذا هو منظر الفجر الذي طالما تجاوزته بالنوم بعد ليلة ثملة ؟ وما هو هذا الكأس الذي كان يحرمني هذا الألق والسحر الجميل ؟
يسكت لثوان ، يبدو عليه الحزن والأسى .
ـ يا أيها الصوت ( يصيح ) أين أنت ؟ أهذا الذي كنت تريد أن تحدثني عنه .. هذا السحر الخارق ؟ أكنت تريدني أن أرى هذا المشهد الذي يأخذ العقول والنفوس ؟ أوه .. كم كنت غبياً حينها ، وأنا أصدك يا صوت بكل قوتي مستهزءاً ..
يبكي ..
ـ ولكن ِلمَ لم تفصح ؟ لم تقل لي يوماً أن وراء هذا الليل فجراً مبدعاً يهب للإنسان روحه وعقله ، بعد أن يسلبها الكأس المشؤومة ؟ بربك .. ِلمَ لم تفصح ؟
يمسح دموعه ، ويستعيد هدوءه بعض الشيء .
ـ إيه ( يقولها بحسرة وألم ) .. لقد ضعت أيها الثمل .. لقد قضي عليك .. لقد ضعت .. فلا ليل يؤويك بعد اليوم ولا فجر يحتضنك .. لقد انتهى كل شيء ..
يبدو باب الغرفة واضحاً بعد أن كان كل شيء مخفياً وراء النور الساطع ، يحدق نحو الباب ، يتحرك صوبه وهو يردد .
ـ لقد ضعت .. لقد انتهى كل شيء ..
يسمع صوتاً من الخارج يتلو :
( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
يعود أدراجه ، فيختفي النور الساطع ، فتظهر محتويات الغرفة كما كانت .
ـ لا تقنطوا من رحمة الله .. الله يغفر الذنوب جميعاً ( يرددها ) .
يصمت قليلاً ، وكأنه أكتشف شيئاً جديداً .
ـ نعم .. الله يغفر الذنوب جميعاً ..

( إن الإنسان يولد أول مرة عندما تطرحه الأرحام إلى هذا العالم ، وعندما تجرفه سيل الشهوات والشبهات يموت ، فإذا ما رجع إلى الله تعالى الذي يغفر الذنوب جميعاً ، سيولد مرة ثانية .. وتكون الساعة حينها ، ساعة ولادة جديدة .. )

يذهب إلى أشيائه في الغرفة يرتبها ، ويلقي بأدوات المعصية خارجاً ..




تمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://realmadrid.ahlamoontada.net/
YouceF
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
YouceF



ساعة ولادة جديدة . (مسرحية) Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعة ولادة جديدة . (مسرحية)   ساعة ولادة جديدة . (مسرحية) Emptyالأحد يونيو 26, 2016 2:28 pm

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://star-ibda3.123.st
 
ساعة ولادة جديدة . (مسرحية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اضافة جديدة
» خطوط عربية جديدة ورائعة
» جوجل تحضر لمفاجأة جديدة لمنافسة شركات الهواتف الذكية
» حصريا على منتديـــــ{ كود رسالة جديدة من الدردشة الفرنسي معرب ! }ــات ستار إبداع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ستار إبداع - Star Ibda3 :: فضاء حر :: فضاء التقنية والمجتمع :: أدب ولغات-
انتقل الى:  

من نحن

منتديات ستار إبداع تهتم بكل ما يتعلق بالإبداع والمجتمع العربي نسعى من خلالها كسب المعرفة ومشاركتها معكم

مواقع التواصل

جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات ستار إبداع2017 ©