اللغة العربية
******************************************
اللغة العربية لها صفة غريبة وصورة عجيبة تقضى على كل ذى لب أن يشغل بها فكره وباله ويعكف عليها أيامه وأحواله ولكن قلّما يوجد من رنا إليها حق الدنو وولع بها ولع صب ذى حنين وحنو .
الغرباء يقولون عنها بالحدس والتخمين ويحملون فى وصفها ويفصلون وينطقون بما لايعلمون حتى كسوها ثوباً غير ما لاق بها وكادوا يحلئون الظامى إلى مشربها ولو أنهم قصروا عليها اشتياقهم
ولم يخلبهم من غيرها ماشاقهم وتذللوا لها حرصاً على معرفة مكنونها وتاقوا إليها كلفاً بإدراك شئونها لأطلعتهم على علم أسرار ألفاظها وأسارير حسنها وتباشير فنها وحكمة وضعها وبهجة مطلعها .
لم يقدروها أهلها حق قدرها ولاعرفوا أنها الفاضلة وغيرها المفضول فهناك من عدلوا عنها إلى لغات العجم واتخذوا منها ألفاظاً وهى فى لغتهم أفصح وأحكم ولجأوا إليها
وهى فى لغتهم أعذب منطقاً وأبهى رونقاً .
ماسواها من لغات فقيرات وهى الغنية متشاكسات وهى السوية ماسواها إلا كالثوب المرقع والوجه القبيح المبرقع ومامثلها إلا كدوحة ذات أفنان ظلها ظليلاً ضافياً وموردها عذباً صافياً .
الجاحد لحسنها والممارى فى محاسنها كالجاحد لوجود الشمس والممارى فى خلود النفس .
***********************************************