بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من بركات شهر رمضان
فرمضان بركاته كثيرة،ومن هذه البركات،فأول بركات شهر رمضان أن اختص الله تعالى،وأعلى منزلته بين الشهور بأن فرض الله صيامه,كما قال تعالى(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)البقرة،
بل بشر نبينا صلى الله عليه وسلم،بمغفرة الذنوب من صام رمضان ايماناً واحتساباً،فقال صلى الله عليه وسلم( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه،
ومن بركات رمضان أنه شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار ، ففي صحيح مسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النار،وصُفّدت الشياطين )
ومن بركات هذا الشهر العظيم أنه شهر(تصفد فيه الشياطين )قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله،معلقا على هذا الحديث(وصفدت الشياطين )والمردة يعني،الذين هم أشد الشياطين عداوة وعدوانا على بني آدم،
فثمة علاقة وطيدة ورباط متين بين القرآن وشهر الصيام، تلك العلاقة التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه مع أول يوم من أيام هذا الشهر الكريم،
ولأنه شهر القرآن فلقد كان جبريل عليه السلام،يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان،
كما في،الصحيحين،وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة، وفي العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم،عارضه جبريل القرآن مرتين،
فعلى كل مسلم أن يقبل على القرآن قراءة،وحفظاً،وتدبراً ، وفهماً،يقف عند آياته ويتدبر عظاته،ويتمثل بأخلاقه،ويلتزم بأحكامه،
عن سعد بن هشام بن عامر،قال،سألت عائشة فقلت،أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقالت(كان خلقه القرآن )رواه مسلم،
وفي رواية أخرى(قلت،يا أم المؤمِنِين،حدثيني عن خلقِ رسولِ اللَه صلى اللَه عليه وسلم،قالت،أما تقرأ القرآن،قال اللَّه تعالى( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )خلق محمدٍ القرآن،شرح مسلم،
ومن بركات هذا الشهر المبارك ما ورد في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان،فقد كان صلى الله عليه وسلم كريماً معطاءً, يجود بالمال والعطاء بفعله وقوله يعطي صلى الله عليه وسلم عطاء من لا يخشى الفقر،قال الله تعالى( من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً)البقرة،
حتى أنه صلى الله عليه و سلم عمق هذا المفهوم في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم,ثم وضح لهم أنه ليس للإنسان إلا ما أنفق وما قدم لآخرته،
وقال صلى الله عليه وسلم( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان,فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً,ويقول الآخر،اللهم أعط ممسكاً تلفا) متفق عليه،
وفي رمضان تتجلى عبادة عظيمة هي من أنواع الجود المالي و الذي هو من بركات هذا الشهر الكريم (تفطير الصائمين )
قال صلى الله عليه وسلم مبشراً لأمته( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )رواه أحمد،
ومن بركات هذا الشهر المبارك شهر رمضان،مانص عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،بقوله( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً )رواه البخاري،ومسلم،
فمن بركة السحور،التقوي على العبادة ، والاستعانة على طاعة الله تعالى،أثناء النهار ،
ومن بركة السحور،أنه من السنة أن يكون في آخر الليل،وهذا الوقت هو وقت النزول الالهي،حينما يقول ربنا جل في علاه( من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )
فشهرنا هذا كما نص النبي صلى الله عليه وسلم،شهر مبارك ، أيامه ولياليه مباركة،وأفضل أيامه ولياليه العشر الأواخر منه وأعظم تلك الليالي بركة،الليلة التي أنزل فيه القرآن وهي الليلة التي هي خير من ألف شهر،إنها ليلة القدر،كما قال تعالى(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ،وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ،لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ،تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ،سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )القدرن
وقال سبحانه وتعالى(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) الدخان،
ومن فضل شهر رمضان ان فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، لقول الرسول عليه الصلاة والسلام،إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن،وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب،وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب،
ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر،ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة)سنن ابن ماجه،
ويغفر الله لمن صام رمضان لقول الرسول(مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)متفق عليه،
وفي رمضان تزكية للنفس وقرب من الله ،فيه تغلق أبواب النار وتصفد الشياطين وتفتح أبواب الرحمة،
وقت الصيام في رمضان من بزوغ الفجر وحتى غروب الشمس, ورد في القرآن(وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل)البقرة،
ومعظم الصائمين يصحون قبل بزوغ الفجر ويتناولون وجبة صغيرة ويشربون الماء (تسمى هذه الوجبة السحور) استعداداً ليوم الصوم,وقد ورد عن فضل السحور أن رسول الإسلام قال(تسحروا فإن في السحور بركة)متفق عليه،
وفي الصوم يجب أن يمتنع المسلم عن الكلام البذيء والفعل السيئ كما ورد في الحديث عن النبي محمد(إذا كان يوم صوم أحدكم،فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل اللهم إني صائم
في كل سنة نستقبل ضيفاً عزيزاً على قلوبنا وهذا الضيف لايأتي في العام إلا مرة واحدة،فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن وشهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين وفيه ليلة عظيمة ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر ويستحب في هذا الشهر تعجيل الإفطار وتأخير السحور قال النبي (لاتزال أمتي بخير ما قدموا الفطور وأخروا السحور)وفيه تجب القيام بالأعمال الصالحة ولا تنسى ذكر الله والاستغفار مع قراءة كتاب الله عز وجل،
ليلة القدر,التى تعني بالعربية،ليلة القدرة والقوة،أو ليلة المصير المقدر,هذه هي الليلة التي يعتقد المسلمون أنها قد واكبت نزول اول الوحي من القرآن وصولاً إلى محمد مشيراً إلى أن هذه الليلة كانت ،أفضل من ألف شهر في العبادة الصحيحة،
في هذا الشهر الله أنزل القرآن على رسوله محمد في شهر رمضان وبالتحديد في ليلة القدر،وهي ليلة غير معلومة على وجه التحديد،
وإنما هي في العشر الأواخر،وفي ليالي الوتر،شهد هذا الشهر نزول القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وكان ذلك في
ليلة القدر،قال الله(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)قال ابن جرير،نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان ثم أنزل إلى محمد على ما أراد الله إنزاله إليه،
فنحن نتقلب بين منح الله سبحانه وتعالى ونعمه التي لا تعد ولا تحصى،
يقول الله عز وجل،فيما يرويه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ،في الحديث القدسي(قال الله،كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقُل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند اللَه من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه
فرِح بصومه)صححه الألباني في صحيح النسائي ،
ففي مسند الامام أحمد،عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،قال رسول اللَه صلى الله عليه وسلم(أتاكم شهر رمضان،شهر مبارك فرض اللَه عليكم صيامه،تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم،وتغل فيه مردة الشياطين،ِلَه فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم)
أسأل الله،تبارك وتعالى،أن يجعلني وإياكم مِمَّن يصوم رمضان ويقومه إيمانًا واحتسابًا،وأعنَّا فيه على الطاعات وعلى اجتناب المحرمات يا رب العالمين،
اللهم اجعله شاهدًا لنا لا علينا، إنك جوادٌ كريم،